الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **
- أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: لما نزلت {يا أيها الذين لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} (النساء، الآية 29) قالت الانصار: ما بالمدينة مال أعز من الطعام. كانوا يتحرجون أن يأكلوا مع الأعمى يقولون: انه لا يبصر موضع الطعام، وكانوا يتحرجون الأكل مع الأعرج يقولون: الصحيح يسبقه إلى المكان، ولا يستطيع ان يزاحم، ويتحرجون الأكل مع المريض يقولون: لا يستطيع أن يأكل مثل الصحيح، وكانوا يتحرجون ان يأكلوا في بيوت أقربائهم، فنزلت وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مقسم قال: كانوا يكرهون أن يأكلوا مع الأعمى، والأعرج، والمريض، لأنهم لا ينالون كما ينال الصحيح فنزلت وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وإبراهيم وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن مجاهد قال: كان الرجل يذهب بالأعمى أو الأعرج والمريض إلى بيت أبيه، أو بيت أخيه، أو بيت أخته، أو بيت عمه، أو بيت عمته، أو بيت خاله، أو بيت خالته، فكان الزمني يتحرجون من ذلك يقولون: إنما يذهبوا بنا إلى بيوت غيرهم، فنزلت هذه الآية رخصة لهم. وأخرج البزار وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن النجار عن عائشة قالت: كان المسلمون يرغبون في النفير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيدفعون مفاتيحهم إلى أمنائهم ويقولون لهم: قد أحلننا لكم أن تأكلوا مما احتجتم اليه، فكانوا يقولون: انه لا يحل لنا أن نأكل انهم أذنوا لنا من غير طيب أنفسهم، وإنما نحن أمناء، فأنزل الله وأخرج عبد بن حميد عن ابن شهاب أخبرني عبيد الله ابن عبد الله وابن مسيب انه كان رجال من أهل العلم يحدثون إنما أنزلت هذه الآية في أمناء المسلمين، كانوا يرغبون في النفير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الله، فيعطون مفاتيحهم أمناءهم ويقولون لهم: قد أحللنا لكم ان تأكلوا مما في بيوتنا فيقول الذين استودعوهم المفاتيح: والله ما يحل لنا مما في بيوتهم شيء، وإن أحلوه لنا حتى يرجعوا الينا، وانها لأمانة ائتمنا عليها، فلم يزالوا على ذلك حتى أنزل الله هذه الآية، فطابت أنفسهم. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس قال: لما نزلت وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه قال: كان أهل المدينة قبل ان يبعث النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالطهم في طعامهم أعمى، ولا مريض، ولا أعرج، لأن الأعمى لا يبصر طيب الطعام، والمريض لا يستوفي الطعام كما يستوفي الصحيح، والأعرج لا يستطيع المزاحمة على الطعام، فنزلت رخصة في مؤاكلتهم. وأخرج الثعلبي عن ابن عباس قال: خرج الحارث غازيا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف على أهله خالد بن زيد، فحرج أن يأكل من طعامه، وكان مجهودا، فنزلت. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبو داود في مراسيله وابن جرير والبيهقي عن الزهري انه سئل عن قوله وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة قال: كان هذا الحي من بني كنانة بن خزيمة يرى أحدهم ان عليه مخزاة أن يأكل وحده في الجاهلية حتى ان كان الرجل يسوق الذود الحفل وهو جائع حتى يجد من يؤاكله، ويشاربه، فأنزل الله وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عطرمة وأبي صالح قالا: كانت الأنصار إذا نزل بهم الضيف لا يأكلون معه حتى يأكل معهم الضيف، فنزلت رخصة لهم. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في قوله وأخرج البخاري في الادب وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال: إذا دخلت على أهلك فسلم عليهم تحية من عند الله مباركة طيبة قال أبو الزبير: ما رأيته إلا أوجبه. وأخرج الحاكم عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دخلتم بيوتكم فسلموا على أهلها، واذا طعمتم فاذكروا اسم الله، واذا سلم أحدكم حين يدخل بيته وذكر اسم الله على طعامه يقول الشيطان لأصحابه: لا مبيت لكم ولا عشاء، واذا لم يسلم أحدكم ولم يسم يقول الشيطان لأصحابه: أدركتم المبيت والعشاء". وأخرج البخاري في الأدب عن جابر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول"إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله، وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، فإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت وإن لم يذكر الله عند طعامه قال الشيطان: أدركتم المبيت والعشاء". وأخرج البيهقي في الشعب وضعفه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل بيته يقول"السلام علينا من ربنا التحيات الطيبات المباركات لله سلام عليكم". وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن عطاء قال: إذا دخلت على أهلك فقل: السلام عليكم تحية من عند الله مباركة طيبة، فإذا لم يكن فيه أحد فقل: السلام علينا من ربنا. وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن ماهان في قوله وأخرج الطبراني عن أبي البختري قال: جاء الاشعث بن قيس، وجرير بن عبد الله البجلي، إلى سلمان فقالا: جئناك من عند أخيك أبي الدرداء قال: فأين هديته التي أرسلها معكما؟ فالا: ما أرسل معنا بهدية قال: اتقيا الله، واديا الامانة، ما جاءني أحد من عنده إلا جاء معه بهدية قالا: والله ما بعث معنا شيئا إلا أنه قال: اقرؤوه مني السلام قال: فأي هدية كنت أريد منكما غير هدية؟ وأي هدية أفضل من السلام تحية من عند الله مباركة طيبة؟ وأخرج الطبراني عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من سره ان لا يجد الشيطان عنده طعاما، ولا مقيلا، ولا مبيتا، فليسلم إذا دخل بيته، وليسم على طعامه". وأخرج ابن عدي عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"إذا قام أحدكم على حجرته ليدخل فليسم الله فإنه يرجع قرينه من الشيطان الذي معه ولا يدخل، فإذا دخلتم فسلموا فإنه يخرج ساكنه منهم، واذا وضع الطعام فسموا فانكم تدحرون الخبيث إبليس عن أرزاقكم، ولا يشرككم فيها، واذا ارتحلتم دابة فسموا الله حين تضعون أول حلس، فإن كل دابة معتقدة وانكم إذا سميتم حططتموه عن ظهرها، وإن نسيتم ذلك شرككم في مراكبكم. ولا تبيتوا منديل الغمر معكم في البيت، فإنه بيت الشيطان ومضجعه، ولا تتركوا العمامة ممسية إذا جمعت في جانب الحجرة، فإنها مقعد الشيطان، ولا تسكنوا بيوتا غير مغلقة، ولا تفترشوا الزبالا التي تفضي إلى ظهور الدواب، ولا تبيتوا على سطح ليس بمحجور، واذا سمعتم نباح الكلاب أو نهيق الحمار فاستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم، فإنهما لا يريان الشيطان إلا نبح الكلب ونهق الحمار". وأخرج ابن مردويه عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "للاسلام ضياء وعلامات كمنار الطريق فرأسها وجماعها شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله، واقام الصلاة، وايتاء الزكاة، وتمام الوضوء، والحكم بكتاب الله وسنة نبيه، وطاعة ولاة الامر، وتسليمكم على أنفسكم، وتسليمكم إذا دخلتم بيوتكم، وتسليمكم على بني آدم إذا لقيتموهم". وأخرج البزار وابن عدي والبيهقي في شعب الإيمان عن أنس قال: أوصاني النبي صلى الله عليه وسلم بخمس خصال قال "أسبغ الوضوء يزد في عمركن وسلم على من لقيك من أمتي تكثر حسناتك، واذا دخلت بيتك فسلم على أهل بيتك يكثر خير بيتك، وصل صلاة الضحى فإنها صلاة الاوابين قبلك، يا انس ارحم الصغير، ووقر الكبير، تكن من رفقائي يوم القيامة". وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي عن ابن عباس في قوله وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي عن أبي مالك قال: إذا دخلت بيتا فيه ناس من المسلمين فسلم عليهم، وإن لم يكن فيه أحد أو كان فيه ناس من المشركين فقل: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري في الأدب عن ابن عمر قال: إذا دخل البيت غير المسكون، أو المسجد، فيلقل: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال: إذا دخلت بيتك وليس فيه أحد أو بيت غيرك فقل: بسم الله والحمد لله، السلام علينا من ربنا، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم والبيهقي عن قتادة في قوله وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: ما أخذت التشهد إلا من كتاب الله سمعت الله يقول وأخرج سعيد بن منصور عن ثابت بن عبيد قال: أتيت ابن عمر قبل الغداة. وهو جالس في المسجد فقال لي: ألا سلمت حين جئت؟ فإنها تحية من عند الله مباركة. - أخرج ابن إسحق وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن عروة ومحمد بن كعب القرظي قالا: لما أقبلت قريش عام الاحزاب، نزلوا بمجمع الاسيال من بئر رومة بالمدينة قائدها أبو سفيان، وأقبلت غطفان حتى نزلوا بتغمين إلى جانب أحد، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر، وضرب الخندق على المدينة وعمل فيه، وعمل المسلمون فيه، وابطأ رجال من المنافقين، وجعلوا يورون بالضعيف من العمل، فيتسللون إلى أهليهم بغير علم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا اذن، وجعل الرجل من المسلمين إذا نابته النائبة من الحاجة التي لا بد منها، يذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويستأذنه في اللحوق لحاجته، فيأذن له فإذا قضى حاجته رجع، فأنزل الله في أولئك المؤمنين وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وأخرج الفريابي عن مكحول في قوله وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال: هي في الجهاد، والجمعة، والعيدين. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن سيرين قال: كان الناس يستأذنون في الجمعة ويقولون: هكذا ويشيرون بثلاث أصابع. فلما كان زياد كثر عليه فاغتم فقال: من أمسك على أذنه فهو أذنه. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مكحول في الاية قال: يعمل بها الآن في الجمعة والزحف. وأخرج سعيد بن منصور عن إسمعيل بن عياش قال: رأيت عمرو بن قيس السكوني يخطب الناس يوم الجمعة، فقام اليه أبو المدله اليحصبي في شيء وجده في بطنه، فأشار إليه عمرو بيده أي انصرف، فسألت عمرا وأبا المدله فقال: هكذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعون. وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس في قوله وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس في قوله وأخرج عبد الغني بن سعيد في تفسيره وأبو نعيم في تفسيره عن ابن عباس في قوله وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية قال: أمرهم الله ان يدعوه: يا رسول الله. في لين وتواضع ولا يقولوا: يا محمد. في تجهم. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال: أمر الله أن يهاب نبيه، وأن يبجل، وأن يعظم، وأن يفخم، ويشرف. وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في الآية قال: لا تقولوا يا محمد. ولكن قولوا يا رسول الله. وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير والحسن. مثله. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله وأخرج سعيد بن منصور عن الشعبي في الآية قال: لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم على بعض. وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان في قوله وأخرج أبو داود في مراسيله عن مقاتل قال: كان لا يخرج أحد لرعاف، أو احداث، حتى يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم يشير إليه بأصبعه التي تلى الابهام، فيأذن له النبي صلى الله عليه وسلم يشير إليه بيده، وكان من المنافقين من يثقل عليه الخطبة والجلوس في المسجد، فكان إذا استأذن رجل من المسلمين قام المنافق إلى جنبه يستتر به حتى يخرج، فأنزل الله وأخرج عبد بن حميد عن قتادة وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {لواذا} قال: خلافا. وأخرج عبد بن حميد عن سفيان وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن بن صالح قال: اني لخائف على من ترك المسح على الخفين أن يكون داخلا في هذه الآية وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن يحيى بن أبي كثير قال: نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يقاتلوا ناحية من خيبر، فانصرف الرجال عنهم وبقي رجل، فقاتلهم، فرموه، فقتلوه، فجيء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أبعد ما نهينا عن القتال؟ فقالوا: نعم. فتركه ولم يصل عليه. وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد قال: أشد حديث سمعناه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله في سعد بن معاذ في أمر القبر. ولما كانت غزوة تبوك قال "لا يخرج معنا إلا رجل مقو" فخرج رجل على بكر له صعب، فصرعه، فمات فقال الناس: الشهيد الشهيد. فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بلالا ان ينادي في الناس"لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ولا يدخل الجنة عاص". وأخرج عبد الرزاق عن زيد بن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه ذات يوم وهو مستقبل العدو: لا يقاتل أحد منكم، فعمد رجل منهم ورمي العدو وقاتلهم، فقتلوه، فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم اسشتهد فلان فقال: أبعد ما نهيت عن القتال؟ قالوا: نعم. قال "لا يدخل الجنة عاص". وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله - أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله وأخرج أبو عبيد في فضائله والطبراني بسند حسن عن عقبة بن عامر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ هذه الآية. يعني خاتمة سورة النور. وهو عاجل أصبعيه تحت عينيه يقول. (والله بكل شيء بصير) والله أعلم.
|